لا أظن أن الميزانيين بإقليم طاطا واعون بالقيم التي أطلقها حزبهم وطنياً هذه الأيام، والداعية إلى التطوع لتعزيز التعاون والتضامن المجتمعي. فالممارسات والتصرفات الأخيرة لبعضهم تشهد على عكس ذلك، بل إنها تسير ضد التيار الميزاني وقيمه التاريخية.
فهل يُعد تزييف الوقائع على فئات مجتمعية قصد تحقيق أهداف وصولية شخصية بوسائل ملتوية، تضامناً معهم ودفاعاً عنهم؟
وهل يعتبر تشتيت الكلمة والصف المتراص، بعد سنوات من النضال، تعاوُناً لتحسين أوضاعهم؟
وهل يُعد الضغط على العاملات والعمال لتغيير قناعاتهم وانتماءاتهم قسراً، عبر الترغيب والترهيب، خطوة نحو تنمية أوضاعهم المادية والاقتصادية، بما ينسجم مع الشعارات المرفوعة والموجهة للميزانيين استعداداً للاستحقاقات المقبلة؟
وهل، وهل، وهل…؟
لكن الملام في كل هذا، كما بتنا نذكر ونؤكد، هم أشخاص يسوقون الميزانيين وتنظيمهم إلى المجهول، بسبب عجرفة “كبيرهم” مع “تلميذه المدلل”، وصمت البعض إلى اليوم عن الكلام والانتقاد البنّاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل السقوط واختلال التوازن، إن بقي الأمر على حاله.
هذه الكلمات تلقى صدىً إيجابياً لدى كثير من الأصدقاء الذين يتفقون مع مضمونها، لكنها في المقابل تغيض آخرين ممن يظنون أنهم على الطريق الصحيح. وهنا، حسبي أنني أسلط الضوء على ممارسة مرفوضة من القريب قبل البعيد.
وهنا أيضاً، أهمس في أذن قيادة الميزانيين وطنياً: سارعوا لنجدة رفاقكم في الإقليم وإعادتهم إلى جادة الصواب. وإن تعذر ذلك، فلتُفرض الوصاية على “مُوييزيناتها” الصغيرة هنا لتصويب المسار، إن تمادت فيما هي عليه ولم تضع مصلحة الميزان والميزانيين فوق كل اعتبار، وإلا فستتباكون حين لا ينفع التباكي.