ظهر للعيان، ولمن حضروا لحفل تخليد الذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمقر عمالة الخميسات، يوم أمس، الإثنين 19ماي 2025، وقوع “ارتباك” غير مفهوم و”خطأ فادح” مع بداية انطلاقة الحفل؟!
ورغم أنه تم تدارك هذا الارتباك، فيبقى أمرا غير مقبول بتاتا مهما كانت التفسيرات..، خاصة ودون مجاملة، فعامل الإقليم، السيد عبد اللطيف النحلي، يتضح جيدا أن لديه رغبة قوية في إحداث التغيير المنتظر من طرف أهل ساكتة إقليم الخميسات قاطبة…، وعلى مستويات متنوعة. حيث يسجل آخرها، وحاليا، الحملة التي بدأتها السلطات المحلية التابعة لباشوية الخميسات تحت إشراف شخصي وميداني للعامل النحلي، والتي يرحب بها سكان الخميسات الذين يستحقون الأفضل والكثير..
فمن يتحمل مسؤولية الارتباك (الخطأ)، الذي يتمنى من حضروا الحفل بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم عدم تكراره، خاصة في مناسبة وذكرى تهم الورش الملكي الهام، وما لمشاريع المبادرة بالإقليم، منذ 2005، من وقع لا ينكره أي كان ودون نظرة سوداء، كونها لها فضل كبير على العديد من المستفيدين في المجتمع المدني وفي الصناعة التقليدية وفي التعليم والصحة وفك العزلة عن العالم القروي والنقل المدرسي…
إذ تبقى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الخميسات، قد حفظت ماء وجوه العديد من رؤساء الجماعات والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية كذلك …، وخلقت فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وكلها أمور، رغم نواقصها، تستحق المعالجة والمتابعة والدعم..
لكن ما زاد الارتباك مرة أخرى لدى الحاضرين وفي ذات الحين، حين قام رئيس قسم العمل الاجتماعي “بالنيابة”، إلى حدود الآن، بأخطاء وتلعثم في طريقة عرضه وهلما جرى..، وهنا يبقى الأمر بالنسبة للعديدين ممن تمّنوا كلمة السيد العامل عبد اللطيف النحلي الواقعية والطموحة وصفقوا لانجازات المبادرة ل 20 سنة بإقليم الخميسات … بدون تعليق؟
وتجدر الإشارة إلى أن قسم العمل الاجتماعي بعمالة الخميسات، فيه أطر وطاقات وفيه وثيرة عملية متواصلة..، وحاليا هناك رغبة عاملية، حسب العديد من المصادر ومتابعي الشأن المحلي والإقليمي والوطني، للدفع بقاطرة التنمية المستدامة التي تعطلت كثيرا في إقليم الخميسات لسنوات ماضية عديدة وطويلة…

هذا، ووجبت الإشارة أيضا إلى الرسائل القوية التي وجهها وذكّر بها المسؤول الترابي الأول بإقليم الخميسات، والتي كانت خريطة طريق وشرح مفصل للواقع والمشاكل والإشكاليات، بنظرة “الرجل”، بعد تعيينه كعامل على الإقليم لمدة 7 أشهر تقريبا، حيث بدأ في هذه الفترة الوجيزة بتحريك ملفات وإيجاد حلول أولية ويعمل في صمت وبخطابات مركزة…، ويقوم بزيارات متعددة، يتابعها الرأي العام الزموري بكل أريحية وانتظار وترقب وتفاؤل…
ومن تلك الرسائل التي ذكرها السيد العامل في كلمته: “إن مسألة التنمية البشرية تأتي في صدارة الأولويات التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في الخطاب الملكي السامي الذي وجهه إلى الأمة بتاريخ 18 ماي 2005، الذي يعد تاريخ انطلاق ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمملكة، الذي يهدف إلى محاربة الفقر والإقصاء الإجتماعي والهشاشة عبر تبني ثقافة المشاركة ومبدأ التشاور الموسع وكذا مساهمة كل الفاعلين من سلطات محلية ومنتخبين ومصالح لا ممركزة وجمعيات المجتمع المدني لبلوغ المقاصد النبيلة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية”.
وأضاف السيد العامل، أن “تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تشمل مجالات متعددة، تشكل جوهر التنمية البشرية، لاسيما مجالات الصحة، التعليم، الفلاحة، الصناعة التقليدية، التنشيط السوسيو-ثقافي والرياضي، التكوين المهني، البنيات التحتية من ماء صالح للشرب، طرق قروية، الكهرباء، الخدمات الاجتماعية الأساسية”. وأضاف: “أنه بالرغم من كل ما تم إنجازه، فإن الإقليم ما زال يشكو خصاصا كبيرا في جميع المجالات، فعلى الرغم من تنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج، فإن مؤشر التنمية لم يعرف تحسنا كبيرا بفعل شساعة الإقليم، ونقص الموارد الذاتية لأغلب جماعاته والتي لا تؤهلها للاطلاع بالأدوار الطلائعية التي حددها لها المشرع في هذا المجال”. داعيا إلى “بذل المزيد من المجهودات من أجل تأهيل المجال القروي والحضري توخيا للتكاملية والاندماجية الترابية، مع الارتكاز على الحكامة الجيدة والتدبير الأمثل للمؤهلات والموارد التي يزخر بها إقليم الخميسات، مع بذل كل الجهود للحد من التفاوت الحاصل بين مستوى المرافق والخدمات التي توفرها المدن ومراكز الإقليم وبين انتظارات الساكنة وتطلعاتها، والتركيز على عدد من المشاريع المهيكلة والمهمة لتحريك عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإقليم الخميسات”.
وختم السيد العامل كلمته بالإشارة إلى أن “تنمية الإقليم مسؤولية جميع الفاعلين، كل من موقعه، ومن الأكيد أن تظافر جميع الجهود وتوحيدها فيما يخدم مصالح الساكنة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، يبقى السبيل الوحيد والبديل الأساسي لبلوغ الأهداف السامية التي نسعى لتحقيقها”.