نظمت عمالة إقليم الجديدة، اليوم الخميس 22 ملي 2025 حفلا رسميا لتسليم أسطول النظافة الجديد الذي ستعتمده الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة بالمدينة، بحضور السيد عامل الإقليم وعدد من المسؤولين المحليين. وقد جابت الشاحنات الجديدة الشوارع في موكب رسمي على وقع “طيط طيط” الذي بدا أقرب لكرنفال استعراضي منه إلى خطوة عملية نحو حل أزمة بيئية عمرت طويلا.
ورغم أن ساكنة المدينة رحبت، مبدئيا بهذه الخطوة التي طال انتظارها، إلا أن التساؤلات لا تزال مطروحة وبقوة، خاصة في صفوف الإعلاميين المحليين والمتتبعين للشأن العام، حول مدى نجاعة هذا الأسطول الجديد في تحسين خدمات النظافة التي لطالما كانت نقطة سوداء في تدبير الشأن المحلي بالجديدة.
ويتساءل الرأي العام المحلي : هل يكفي استبدال الشاحنات القديمة بأخرى جديدة دون مراجعة شاملة لطريقة التدبير؟ وهل سيؤدي ذلك فعلا إلى تحسين ملموس في نظافة المدينة أم أن دار لقمان ستبقى على حالها؟ خصوصا أن عدد الشاحنات التي عرضت في الحفل الرسمي لا يعطي فكرة واضحة عن عدد الآليات التي ستعمل فعليا في الميدان ابتداء من اليوم الموالي.
وفي ذات السياق، تطالب الساكنة والمجتمع المدني بالكشف عن دفتر التحملات الذي يربط الجماعة بالشركة المفوض لها تدبير القطاع، قصد الاطلاع على الالتزامات المفروضة، سواء من حيث عدد الشاحنات والآليات، أو عدد العمال ومناطق التدخل وتواتر عمليات جمع الأزبال.
جدير بالذكر أن الأسطول الجديد كان من المفترض أن يدخل حيز الخدمة يوم 8 ماي الجاري، إلا أن التأخر في تقديمه يطرح علامات استفهام حول جاهزية الشركة، ومدى احترامها لبنود الاتفاق الموقع مع جماعة الجديدة.
وفي مشهد أثار استغراب ممثلي وسائل الإعلام المحلية، امتنعت مديرة الشركة عن الإدلاء بأي تصريح صحفي خلال الحفل، ما فهم من طرف البعض على أنه تهرب من مواجهة الانتقادات الواسعة التي طالت أداء الشركة خلال الأشهر الماضية، خاصة في الأحياء الشعبية والمهمشة.
ولا يمكن إنكار دور السيد عامل إقليم الجديدة الذي تدخل بحزم خلال الأشهر الماضية لتصحيح الوضع البيئي المتأزم ودفع نحو تحسين خدمات النظافة، وهو ما شكل ضغطا على الشركة المفوض لها لتدارك تقصيرها.