أقدمت أسرة أحد قدماء المحاربين بجماعة عين السبيت، التابعة لإقليم الخميسات، صباح يوم الأربعاء 18 يونيو الجاري، على مسيرة احتجاجية على الأقدام في اتجاه العاصمة الرباط، احتجاجا على ما وصفته بـ”الشطط في استعمال السلطة” من طرف رئيس دائرة الرماني، وذلك خلال تدخل السلطات لتحرير الملك العمومي بمركز الجماعة.
وبحسب معطيات استقتها جريدة العربية.ما من أحد أفراد الأسرة المحتجة، فإن الأسرة كانت من بين أوائل من استجابوا لقرارات تحرير الملك العمومي، إذ بادروا إلى إزالة الهيكل الحديدي والغطاء (الباش) من أمام مقهى يملكونه، مؤكدين أنهم “احترموا تعليمات السلطة بحذافيرها”، فيما وصف تدخل رئيس الدائرة –حسبهم– “بالفوقية والاستفزاز”.
وأضاف المتحدث أن السلطات طالبته بإزالة درجين صغيرين من واجهة محله، فبادر إلى عرض إزالتها بنفسه “احتراما للقانون وتفاديا لأي احتكاك”، غير أن رئيس الدائرة –يقول المصدر– رد بسخرية: “اعطيه بيرو را ولى مهندس أكثر منا…”.
وأكد ذات المصدر أن رئيس الدائرة تحدث معهم بـ”نوع من الاستعلاء والتهكم”، مشيرا إلى واقعة جمعت المسؤول الإداري بأحد أرباب المقاهي المنحدر من الجالية المغربية بالخارج، حيث قال له هذا الأخير: “أنا را مهاجر…”، ليجيبه رئيس الدائرة بحسب ما نقل عنه: “سدها وسير…”.
وفي ذات السياق ، ابرز متتبع للشأن المحلي بعين السبيت أن “تحرير الملك العمومي ورش وطني مطلوب، ولكن لا ينبغي أن يتحول إلى ذريعة لممارسة السلطة بأسلوب فوقي، نحتاج إلى الحزم، نعم، لكن نحتاج أيضا إلى الاحترام”.
يشار إلى أن حملة تحرير الملك العمومي بجماعة عين السبيت، تأتي في سياق وطني عام يهدف إلى استرجاع الفضاء العمومي لفائدة المواطنين، وإعادة تنظيم المجال القروي والحضري، خاصة بعد استفحال مظاهر التسيب واحتلال الأرصفة والطرقات.
غير أن عددا من المتابعين للشأن المحلي عبروا عن قلقهم من “الطريقة” التي تدار بها هذه الحملة في بعض المناطق، مؤكدين على ضرورة احترام كرامة المواطن، وتفادي لغة الاستعلاء أو الإهانة في التعامل مع الساكنة، لا سيما حين يتعلق الأمر بأسر لها رمزية وطنية مثل عائلات قدماء المحاربين.
وفي انتظار تفاعل الجهات المعنية مع احتجاج هذه الأسرة، تظل قضية تحرير الملك العمومي مسؤولية مشتركة، تتطلب الحزم في تطبيق القانون، لكن أيضا الإنصات واحترام الكرامة، لأن السلطة لا تقاس بمدى تنفيذ القرارات فحسب، بل أيضا بكيفية تنفيذها.