يشهد موسم مولاي عبد الله أمغار في هذه السنة نسخة متميزة على مختلف المستويات، حيث نجحت الجماعة الترابية والسلطات الإقليمية في توفير شروط الراحة والخدمات الأساسية لزوار الموسم، من ماء صالح للشرب وكهرباء وإمدادات متواصلة، بما يعكس جهدا تنظيميا واضحا وإرادة حقيقية في الارتقاء بهذه التظاهرة إلى مستوى تطلعات الساكنة والزوار على حد سواء.
هذا التنظيم المحكم يعكس التنسيق الكبير بين مختلف المتدخلين، ويترجم حرص رئيس الجماعة والسلطات الإقليمية على جعل هذه النسخة نموذجية مقارنة بالسنوات الماضية، سواء على مستوى البنيات التحتية المؤقتة أو الخدمات اللوجستية التي تضمن سلاسة النشاط الثقافي والديني والاقتصادي الذي يشتهر به الموسم.
غير أن بعض الملاحظات برزت على مستوى تنظيم السير والجولان، خاصة في فترات الذروة، حيث يسجل عدد من الزوار شكاوى من بعض المضايقات أو الشدة المفرطة في التعامل من طرف بعض عناصر الدرك الملكي أثناء توجيه حركة المرور. هذه الممارسات، التي قد تُفسَّر على أنها شطط في استعمال السلطة أو افتقار للّباقة، تساهم أحيانا في خلق توتر وعرقلة السير بدل انسيابيته، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الازدحام الذي يمكن تفاديه بأساليب أكثر مرونة وحوارية.
إن نجاح هذه التظاهرة التراثية الكبيرة يتطلب انسجام الجهود بين جميع الأطراف، خاصة وأن الصورة الإيجابية التي يسعى المنظمون لتكريسها قد تتأثر سلبا بمثل هذه الممارسات الفردية. ومع ذلك، يظل موسم هذه السنة محطة مشرفة لما تحقق من تحسينات واضحة، وفرصة لتعزيز ما هو جيد ومعالجة ما يحتاج إلى تصحيح، حتى يظل موسم مولاي عبد الله أمغار عنوانا للتنظيم الراقي، وفضاءً يعكس وجه المغرب الحضاري.