عاد خالد الصمدي، الوزير السابق المكلف بالتعليم العالي، ليثير النقاش حول موجة المهرجانات التي تُنظّم هذه الأيام بعدد من المدن المغربية، في وقت وصفه بـ”الحساس”، مشيراً بالخصوص إلى مهرجان القنيطرة الذي أثار جدلاً واسعاً بسبب ما رافق بعض سهراته من مشاهد اعتُبرت “خادشة للحياء”.
في ثلاث تدوينات متتالية، نشرها على صفحته الرسمية، قدّم الصمدي قراءة نقدية قاسية لما يجري، معتبراً أن هذه المهرجانات تمثل “إلهاءً مبرمجاً” ومساهمة في “نشر ثقافة الضياع”، بدل أن تُسخَّر الإمكانيات المادية واللوجيستية في تهييء الدخول المدرسي والاجتماعي.
في عنوان أول تدوينة، تساءل الصمدي “من يكب الما فالرملة؟؟؟”، مستنكراً حرص جهات رسمية على تنظيم مهرجانات “مطبوعة بالانفلات الأخلاقي”، مستشهداً بما جرى في القنيطرة هذا الأسبوع، حيث حضر الآلاف من القاصرين والشباب، مع ما رافق ذلك ـ حسب تعبيره ـ من “كلام ساقط وحركات خادشة للحياء وسُكر علني واستهلاك للمخدرات”.
وأضاف: “هل بمثل هذه الأجواء الكارثية تُهيئ المجالس المنتخبة وشركاؤها للدخول المدرسي والجامعي الجديد، بتمويل الفساد الأخلاقي وتوفير فضاءاته؟”، مشيراً إلى أن “المهرجانات ليست مجرد ترفيه، بل مخطط لإلهاء الشباب ونشر الضياع بتمويل عمومي وتغطية إعلامية واسعة”.
في تدوينته الثانية، والتي ارفعها بملحق ينتقد مهرجان القنيطرة ذهب الصمدي أبعد من ذلك، واعتبر أن المهرجانات التي تُنظم بترخيص رسمي و”مقابل أموال طائلة” تُفرغ مشاريع الإصلاح الوطني من مضمونها. ودون أن “عصر التفاهة والعبث واللامعنى… لا معنى لإصلاح التعليم، ولا لإصلاح الأسرة، ولا لخطة تسديد التبليغ، ولا لمحاربة الفساد، إذا كان الترخيص لهدم كل هذه الأوراش يتم جهاراً في مهرجانات فضائح أخلاقية مفتوحة”، مؤكداً أن المغرب يعيش “أقسى درجات العبث والتفاهة”.
أما التدوينة الثالثة، فربط فيها الصمدي بين المهرجانات وبين ما اعتبره “استهدافاً لشعار المملكة وثوابتها”. وكتب “بعد سب الذات الإلهية… انتقلت الإساءة إلى النظام الملكي… أما الوحدة الترابية فهي دوماً في مرمى الحجر. وبدل استثمار المناسبات الوطنية للرفع من منسوب التعبئة، يحرص البعض على تنظيم مهرجانات طمس الوعي ونشر الجهل بهدف التسطيح والتضبيع وهدر المال العام”.
من خلال هذه التدوينات الثلاث، يوجّه خالد الصمدي رسالة صريحة بأن ما يجري في مهرجان القنيطرة وغيره ليس مجرد فن واحتفالات، بل هو “تضييع للجيل الناشئ، وتشويه للمنظومة القيمية، وهدر للمال العام في زمن يحتاج فيه المواطن البسيط إلى دعم حقيقي”.