بعد مدارس “الريادة” التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة على المستوى الوطني، أصبح بإقليم الخميسات جهة الرباط سلا القنيطرة دائرة تيفلت، لقب يعرف منافسة شبه شرسة في التسابق في تنظيم المواسم بجماعات “الريادة” في هذا التنظيم غير العادي، الذي يختلط فيه السياسي بالانتخابوي والتبوريدة بالسهرات والفنانين و(الشيخات) وصرف المال العام واستعمال الآليات الجماعية وهلم جرى…
جماعات” الريادة” تتنافس بشراسة -غير أخلاقية- في استقدام مغنيين وفنانيين لهم صيت.. أمر جميل.. فنحن مع الثقافة ومع الفن ومع “التفواج” على المواطنين في ظل أزمات الواقع المعاش.. مع الخيول واللمة… لكن هذه “الريادة” التي ابتليت بها الأجواء الزمورية عامة، ومنطقة دائرة تيفلت خاصة، حبذا لو استطاع رؤساؤها وكانت لهم الشجاعة والجرأة لتقديم حصيلة أربع سنوات لهم، لما أنجز على أرض الواقع الميداني من إصلاح وبناء الطرقات وفتح مسالك فك العزلة عن العالم القروي والكهرباء والماء وسندات الطلب (بون كومند) وأموال الصفقات…؟ ومن هي الشركات والمقاولات المستفيدة في إطار القانون… وأمور أخرى أساسية وأولية تهم أسئلة حول هل تم إنجاز برنامج عمل كل جماعة على حدة؟، وأين المشاكل ومعيقات التنفيذ لمشاريع انتخبتم فقط من أجل إنجازها ودق الأبواب لتحقيقها…؟؟ وهل هناك تقرير مفصل بالأرقام الملموسة عن منجزات جماعات “الريادة” فيما سبق ذكره أعلاه، بعيدا عن(كوبي كولي)..
فإذا كان نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، منقسمين ما بين مؤيد ومعارض لتنظيم هذه المواسم، باختلاف الرؤيا والتعاليق والاولويات والمشاكل والحاجيات الأساسية والتوجهات الإجتماعية والسياسية… فهناك توجه آخر، أكثر واقعية يرى أن مراقبة ومتابعة وحياد السلطات الإقليمية الحالية، بعدم الحضور لا في الإفتتاح ولا في “موائد المشوي والبسطيلة”… ليس كما كان في عهد العامل السابق غير المأسوف على رحيله، الذي كان حاضرا ناظرا عند جميع الرؤساء والبرلمانيين وخاصة في موائد (الدجاج البلدي بالبيض)، التي كان يحبها.. في تسعة سنوات عجاف في عهده الذي يبقى نقطة سوداء في التسيير الإداري والمالي لإقليم الخميسات، الذي تمني ساكنته أن يساير قاطرة التنمية المستدامة التي غابت عنه لسنوات كثيرة في ظل “السياسة السياسوية” التي أغنت الكثيرين في ظروف غامضة ومبهمة وسريعة، من طرف بعض المنتخبين والبرلمانيين، الذين أصبحت بالنسبة لهم مهنة مدرة للدخل والمداخيل والثراء الفاحش واستغلال النفوذ والتقرب لأصحاب القرار مركزيا واقليميا وجهويا…
جماعات “الريادة” في تنظيم المواسم والمهرجانات و”الشطيح” والضحك على الدقون، أظهروا أن”بطونكم فارغة” من القيل والقال اللصيق بهم عبر العالم الواقعي والعالم الافتراضي… فهل لهم الجرأة لتقديم حصيلتهم، بعيدا عن كواليس “الليالي الحمراء” التي تجتمعون فيها في جنح الظلام والتي أصبحت روائحها المختلطة تفوح للعلن في واضحة النهار…
وفي انتظار أن تخرجوا من “جحوركم” ولمواجهة الرأي العام بالأرقام والحقائق ولمن صوتوا عليكم.. نقول باسم الآلاف من مواطني ومواطنات هذا الإقليم العزيز علينا أبا عن جد…(اللهم اضرب زلزالا قويا سياسيا، حتى نرى من هم الفاسدين ومن هم الصالحين قبل انتخابات 2026)…..اللهم آمين.