مأساة أطفال أوكرانيا: 504 ضحية وأكثر من 1600 طفل متأثر بالحرب الروسية.
بدأت المأساة في أوكرانيا في فبراير من العام الماضي، مع بداية الغزو الروسي، ولا تزال تستمر حتى اليوم. وفقًا لبيانات صادرة عن مكتب المدعي العام الأوكراني، قتل ما لا يقل عن 504 طفل منذ بدء النزاع. إن هذا الرقم المروع يظهر الأثر الوحشي للحرب على أفقر الضحايا، أطفالنا.
معظم هؤلاء الأطفال كانوا في مختلف مناطق أوكرانيا عندما وقعت الكوارث. في دونيتسك، تعرض أكثر من 487 طفلًا للمأساة، حيث قتل وأصيب العديد منهم جراء القصف والاشتباكات. لكن هذا ليس كل شيء، حيث تعرض أطفال آخرون في مدن مثل بخاركيف وكييف وخيرسون وبرابوريجيا وميكولايف ودنبيرو وشترينيف وبلوهانسك لمأساة مماثلة. القصف المستمر والهجمات تركت آثارها على كل زاوية من أرجاء البلاد.
وبالإضافة إلى الأطفال الذين فقدوا حياتهم، هناك 1125 طفلاً آخرين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة جراء هذا النزاع. إن هذه الأرقام تذكير مؤلم بأن أثر الحرب لا يقتصر فقط على الأرواح المفقودة، بل يمتد أيضًا إلى حياة الأطفال الذين نجوا.
معظم هذه الإصابات نجمت عن استخدام “أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق”، مثل القذائف المدفعية والصواريخ والضربات الجوية، وحتى المسيرات الانتحارية. هذه الأسلحة تخلف آثارًا وخيمة على الأطفال البريئين، مما يجعل منها ضحايا لا يمكن تحملهم.
ومن جانبها، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس الماضي، متهمة إياه بارتكاب جريمة حرب عبر ترحيل مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا. وبالرغم من نفي الحكومة الروسية لهذه الاتهامات، إلا أن الأدلة تظل قائمة.
هذه المأساة لم تقتصر على الخسائر البشرية فقط، بل تمتد أيضًا إلى التعليم ومستقبل هؤلاء الأطفال. تم إغلاق وتدمير العديد من المدارس والمرافق التعليمية بسبب الحرب، مما أدى إلى تعطيل تعليم الأطفال. كما أن آلاف الأطفال اضطروا للنزوح مع عائلاتهم إلى دول الجوار هربًا من العنف والصراع.
إن هذا النزاع المستمر يشكل تهديدًا كبيرًا لمستقبل أجيال أوكرانيا الصاعدة. وبينما تستمر الأمم المتحدة في رصد الوضع وتقديم المساعدة، يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة لإنهاء هذه المأساة والعمل على إعادة بناء أوكرانيا ومستقبل أطفالها.
من الواضح أن هذه المأساة لن تنتهي قريبًا، لكن من واجبنا جميعًا الوقوف بجانب أطفال أوكرانيا والعمل نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.”