عمال و عاملات المقاهي بالخميسات بين مطرقة غياب المراقبة و سندان الحرمان من أبسط حقوقهم

25 ديسمبر 2023
عمال و عاملات المقاهي بالخميسات بين مطرقة غياب المراقبة و سندان الحرمان من أبسط حقوقهم
أوتغولت حسن

 

إن الحديث عن عمال المقاهي وكذا عمال المطاعم له أهمية كبيرة نظرا للعدد الهائل الذين يعنيهم الأمر في غياب إحصاء رسمي لهم. وما يميز هذه الفئة هو عدم الاستقرار والهشاشة ؛ فقد تجد النادل يعمل اليوم بهذه المقهى وغدا بأخرى وبعد غد مطرود من العمل ، وغالبا ما يتحاشى العامل التصدي لمشغله أو متابعته قانونيا وذلك حفاظا على سمعته ولكي لا يعرف عليه عند أصحاب المقاهي بأن ( راسو سخون) أهم ما يعاني منه عمال المقاهي هو ضعف الأجور وعدم التصريح لدى الضمان الاجتماعي ؛ لذلك يجب تكثيف الجهود لتطبيق على الأقل ما ينص عليه القانون وخاصة المادة 378 من مدونة الشغل.

حيث توجد شريحة داخل المجتمع وخاصة بالعاصمة الزمورية الخميسات تعتبر نفسها الحلقة الأضعف في قطاع المطاعم والمقاهي، والفئة الأكثر تهميشا بين جميع الفئات النشيطة على المستوى المحلي والإقليمي والوطني، هن وهم عمال المقاهي والمطاعي الذين يضطرون للعمل ساعات طوال قد تصل إلى 11 ساعة، ولا يزالون محرومين من أبسط الحقوق التي يكفلها قانون الشغل بالمغرب.

العامل بالمقاهي أو النادل( ة) أو مساعد(ة) النادل ، أصبح “آلة” يقوم بمهام متعددة من تلبية طلبات الزبناء، وكنس المقهى، وجمع الكراسي وغسل المقهى، وكل ذلك بأجر يتراوح ما بين 800 و1000 درهم شهريا أي ما يعادل 30 إلى 35 درهم في اليوم الواحد ، وبدون ضمان اجتماعي ولا أي حق من حقوق الشغل.

وهناك من عمال المقاهي من يشتغل لسنوات طوال، دون أن يستفيد من الضمان الاجتماعي ويكون مصيره الطرد إذا ما تجرأ وطالب مشغله بحقوقه كاملة.

كما أن عمال المقاهي معرضون لأنواع من المخاطر وحوادث الشغل إذ أنهم في بعض الأحيان يصابون أثناء اشتغالهم بحوادث كثيرة، تؤدي بهم في أحايين كثيرة إلى الغياب الاضطراري عن العمل ، ورغم أن مدونة الشغل صنفت الأمر في خانة حادثة الشغل، غير أن أرباب المقاهي لا يهتمون للأمر، إذ يختارون حل الطرد كخيار سهل في غياب مفتشي الشغل وإهمالهم الواضح لهذه الفئة العريضة من المجتمع.

وبعد أن كان العمل بالمقاهي مقتصرا فقط على الذكور فقط ، إذ أن الفقر المدقع والهشاشة وغياب المصانع بالعاصمة الزمورية الخميسات دفع أيضا بالإناث لدخول غمار هذه المهنة، وهو الأمر الذي أتاح الفرصة لأرباب المقاهي لخفض الأجور و مزيدا من الاستغلال كما أن قبول النساء للعمل في المقاهي دفعهن للقيام بجميع الأعمال أكثر مما يقوم به الذكور أحيانا، وما يصاحب ذلك من تحرش يومي وسوء المعاملة.

هذا دون الحديث عن المعاملة اللانسانية لبعض أصحاب المقاهي، حيث يطالبونهم بالعمل لأزيد من 12 ساعة دون توقف طوال أيام الأسبوع إضافة إلى الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية، دون الحديث عن سوء معاملة الزبناء لهم لأسباب تافهة.

إن مدونة الشغل المغربية تنص على أن “لأرباب العمل الحق في مراقبة ما يتحصل عليه النوادل من مبالغ كـ”حلوان” واعتباره كجزء من الأجر المفترض في النوادل الحصول عليه، كما تشير إلى ذلك الفصول 376 و 377 و 378 و 379″.

إلى متى سيظل التجاهل سيد الموقف وتظل دار لقمان على حالها إلى وقت غير معلوم ليكون بذلك عمال وعاملات المقاهي و المطاعم الضحية الأبرز في غياب أي حماية قانونية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.