كارثة مادة سبيرتو “الميثانول” في القنيطرة

10 يونيو 2024
مادة سبيرتو
العربية.ما - الرباط

 كارثة مادة سبيرو أو مادة  سبيرتو “الميثانول” في سيدي علال التازي

 

الخلفية والأحداث

 

شهدت جماعة سيدي علال التازي بإقليم القنيطرة كارثة صحية كبيرة بعدما أودت مادة سبيرتو أو مادة  سبيرو “الميثانول” (المعروفة أيضًا بالسبيرتو) القاتلة بحياة أكثر من 15 شخصاً. هذه المادة (سبيرتو) السامة تم تناولها عبر مشروبات كحولية محلية تُعرف بـ”الماحيا”، مما أثار فزعاً كبيراً واستنفاراً للسلطات الأمنية والصحية في المنطقة. في هذا السياق، تبرز أهمية فهم تأثيرات هذه المادة وكيفية التعامل معها لتفادي وقوع المزيد من الضحايا.

 

طبيعة مادة الميثانول واستخداماتها

 

الميثانول (مادة السبيرتو) هو سائل سام يُستخدم في الصناعات المختلفة مثل مواد التنظيف، التعقيم، مستحضرات التجميل، العطور، وأيضاً في إصلاح أجزاء السيارات. لا يُعد الميثانول مخصصاً للاستهلاك البشري بأي شكل من الأشكال، ومع ذلك، يتم استخدامه بديلاً عن الإيثانول في تصنيع المشروبات الكحولية غير القانونية.

 

 تأثير الميثانول على صحة الإنسان

 

في حوار مع موقع “الأيام 24″، أوضح الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، التداعيات الخطيرة لمادة الميثانول على صحة الإنسان. أشار حمضي إلى أن الميثانول يُعد مادة سامة جداً، وأن تناول أربع ملاعق صغيرة منه يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة. يمكن لهذه المادة أن تدخل الجسم عن طريق الشرب، الاستنشاق، أو حتى التوغل عبر الجلد. عند دخولها الجسم، تتحول في الكبد عن طريق بعض الأنزيمات إلى مادة قاتلة. كما يمكن أن تصل إلى شبكة العين، مما يسبب مشاكل كبيرة في النظر، إلى جانب مضاعفات خطيرة أخرى في الدم والكلى.

 

الأعراض والإسعافات الأولية

 

تظهر الأعراض الجانبية للميثانول بعد حوالي 10 ساعات من تناوله. تشمل هذه الأعراض حالة من السكر الطافح، ألم شديد في الجهاز الهضمي، والقيء، مما قد يؤدي إلى غيبوبة أو وفاة. يوضح حمضي أنه في حال حدوث التسمم، ينبغي إجراء عملية غسيل المعدة إذا تم التدخل خلال ساعتين من تناول المادة، بالإضافة إلى إعطاء أدوية تساعد في التخلص من الميثانول. يحذر حمضي أيضاً من إعطاء المريض أي أغذية في هذه الحالات، مثل الحليب ومشتقاته، لأنها قد تزيد من سوء الحالة.

تبعات الميثانول والعوامل المؤثرة

من بين تبعات تناول الميثانول الإصابة بالعمى أو الفشل الكلوي. يمكن أن يتطور الأمر إلى دخول المتعاطي في حالة غيبوبة أو وفاة مباشرة. يؤكد حمضي أن خطورة المادة تعتمد على عدة عوامل، منها السن، الكميات المتناولة، الوضع الصحي للمريض، الوزن، ونوعية العلاجات التي تلقاها بعد الإصابة.

على سبيل الختم

 

إن كارثة مادة سبيرتو أو مادة سبيرو الميثانول في القنيطرة ليست سوى إنذار بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة تصنيع وتداول المشروبات الكحولية غير القانونية، وتوعية الجمهور بخطورة هذه المواد السامة التي تهدد الصحة العامة وحياة الأفراد. من الضروري تعزيز الرقابة الصحية وتطبيق القوانين بصرامة لحماية المواطنين من مثل هذه الكوارث.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.