مهرجان الملحون يتألق في مراكش: الدورة العاشرة تربط “المسيرة الخضراء” بـ “إشعاع العالمية”

27 أكتوبر 2025
مهرجان الملحون يتألق في مراكش: الدورة العاشرة تربط “المسيرة الخضراء” بـ “إشعاع العالمية”
متابعة/ محمد شيوي
مهرجان الملحون يتألق على خشبة مسرح دار الثقافة الداوديات في مراكش

أسدل مهرجان الملحون والأغنية الوطنية بمدينة مراكش الستار على فعاليات دورته العاشرة، مساء أمس السبت 25 أكتوبر 2025، في ختام فني ناجح أكد مكانة هذا الفن الأصيل بـ “عاصمة النخيل”. المهرجان، الذي نظمته جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد بشراكة مع مجلس جهة مراكش آسفي والمجلس الجماعي، رفع شعارًا طموحًا: “الملحون بين ملحمة المسيرة الخضراء وإشعاع العالمية”.

شهدت الأمسية الختامية الكبرى على خشبة مسرح دار الثقافة الداوديات عرضا فنيا لافتا بعنوان “التمغربيت بالفن”. هذا المشروع، الذي أشرفت عليه الفنانة سامية أحمد تأليفًا والفنان يونس الخزان تلحينا وتوزيعا، شكل لوحة إبداعية جامعة مزجت بين عمق الهوية المغربية والأصالة الفنية برؤية متجددة، مقدما رسالة بصرية وسمعية تعكس روح التمغربيت.

لم تقتصر الدورة على العروض الفنية بل كانت محطة للاعتراف والاحتفاء، حيث تم تكريم قامات فنية وإعلامية خدمت الموروث الثقافي. وشمل التكريم الأستاذ والمنشد مولاي الفاضل بلمعاشي، تقديرا لمسيرته الحافلة في خدمة الملحون والأغنية الوطنية، إلى جانب الإعلامي والجمعوي عبد الهادي هبة، عرفانا بعطائه الثقافي المتنوع.

وفي جو من الأصالة، أثثت فرقة النخبة الوطنية لفن الملحون بقيادة الحاج امحمد الملحوني والفنان محمد وارثي سهرات المهرجان. وشارك في إحياء الأماسي نخبة من أساطين ورواد هذا الفن، بينهم سعيدة ضياف وإدريس الزعروري وسهيلة الصحراوي والحسين اكعير، مقدمين فواصل طربية شدت إليها الجماهير.

وعلى المستوى الفكري والعلمي، نظمت الدورة ندوة علمية صباح السبت، تمحورت حول قراءة وتوقيع أحدث مؤلفات الأستاذ عبد الرحمن الملحوني “سيدي قدور العلمي شاعر مكناسة الزيتونة – الجانب الاجتماعي والصوفي -“، بمشاركة نخبة من الباحثين والمبدعين. تلت الندوة قفزة نوعية نحو التفاعل الإبداعي، بتقديم عرض مسرحي ملحوني بعنوان “دار اماليها”، من إعداد عبد المجيد أدهابي وإخراج عبد العزيز أوشنوك وعبد الحليم بنعبوش، جسد روح التلاقح بين القصيدة الملحونية والتشخيص الركحي.

كما حرص المنظمون على ترسيخ البعد الإنساني للمهرجان، عبر تنظيم أمسيتين اجتماعيتين استهدفتا نادي المسنين بسيدي يوسف بن علي والمركب التربوي تفتح الشباب الزهور – عين إطي. تولت فرقتا أهل المغنى بقيادة عبد الصمد لكسيكس وخديجة الورزازية تنشيط هذه المبادرات، تأكيدا للترابط الوثيق بين الفن وخدمة المجتمع.

شهدت فعاليات المهرجان أيضا الإعلان عن الفائزين في مسابقة إنشاد قصائد فن الملحون، وهي خطوة تهدف لربط الأجيال الصاعدة بموروثها الحضاري وتشجيع الشباب على حمل مشعل فن الملحون والمساهمة في إثرائه.

يذكر أن جميع الأنشطة الفنية والعلمية والاجتماعية في المهرجان حظيت بحضور جماهيري لافت، غصت به جنبات فضاءات العروض، ما يرسخ المكانة العميقة والوجدانية لفن الملحون بصفته “ديوان المغاربة” لدى مختلف شرائح المجتمع المراكشي. بنجاح هذه المحطات، تكون الدورة العاشرة قد رسخت مكانة المهرجان كواحد من أبرز المواعيد الثقافية في مراكش، محتفيًا بالجذور ومؤكدا استمرارية رسالة الملحون الفنية عبر الأجيال.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.