الخميسات.. المدينة المنسبة التي تشهد هروبا جماعيا في كل صيف تستقبل مواطنيها بحرارة التهميش

الجالية المغربية المنحدرة من المدينة تطالب بتنمية المدينة وتوفير بنية ملائمة ومحاسبة الفاسدين 

2 يوليو 2025
الخميسات.. المدينة المنسبة التي تشهد هروبا جماعيا في كل صيف تستقبل مواطنيها بحرارة التهميش
العربية.ما - إدريس قدّاري

يُظهر فصل الصيف الحركة والنشاط في العديد من المدن المغربية استعدادا لاستقبال الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي تُنعش الاقتصاد المحلي، وكذا الزوار من مختلف المناطق. لكن حال وواقع مدينة الخميسات يختلف عن هذا الإيقاع، ولا يطفو بالمدينة غير الفراغ والتجاهل ومظاهر التهميش، وكأنها خارج خارطة الاهتمام الوطني!.

والسبب، في ذلك، واضح ومؤلم؛ حيث أن الخميسات لا تملك بنية تحية أساسية تلبي طموح ورغبات أهلها المقيمين والمغتربين العائدين. ويتجلى ذلك في غياب المسابح العمومية، التي قُدمت بشأنها الوعود “العسلية” منذ سنوات وآخرها السنة الماضية، وغياب الحدائق العمومية والفضاءات العائلية والترفيهية المؤهَلة التي يمكنها أن تستقطب الساكنة والزوار.

وفي ذات السياق عبر المهاجر المغربي بالديار النرويجية، عبد اللطيف صدقي، عن هذا الواقع بالقول أن: “ما تعيشه المدينة ليس مجرد صيف ساخن، بل عطش ترفيهي وإنساني صارخ، يعكس هشاشة البنية التحتية وتراكمات سنوات من الإهمال وسوء التدبير”. وأضاف “وراء هذا الوضع الكارثي، تقف حقيقة عميقة تترجمها سنوات من الفساد المالي والإداري، ونهب المال العام، وتسيير عشوائي ومزاجي حوّل الخميسات إلى مدينة مشلولة، رهينة لوبيات العقار وكائنات انتخابية.. تستغلها كخزان أصوات في كل استحقاق، ثم تدير لها الظهر بعد الفوز”.

وبحسرة، أردف صدقي القول أن “ما يزيد من مرارة المشهد هو غياب المحاسبة، فرغم التقارير الرسمية الصادرة عن المجلس الأعلى للحسابات ومفتشية وزارة الداخلية، التي كشفت عن اختلالات صارخة في تسيير عدد من الجماعات والمجالس، إلا أن هذه الملفات ظلت حبيسة الأدراج، دون إحالة حقيقية على القضاء، ودون محاسبة أواسترجاع للثقة في القانون والمؤسسات”.

وبأمل وتفاؤل عبر صدقي: “اليوم، ومع تعيين العامل الجديد، السيد عبد اللطيف النحلي، تعلق الساكنة آمالاً على لحظة مفصلية، لحظة تفعيل المحاسبة، وفتح الملفات، ومحاكمة المتورطين، في إشارة جدية إلى أن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى، وأن لا تنمية بدون تطهير إداري ومؤسساتي”.

وختم المهاجر صدقي تصريحه لجريدة”العربية.ما” قائلا: “مدينة الخميسات لا تحتاج إلى شعارات انتخابية ولا إلى وعود موسمية، بل تحتاج إلى إرادة حقيقية تعيد للمدينة حقها في التنمية، وتُكرّس مبدأ “ربط المسؤولية بالمحاسبة”، وتفتح أفقاً جديداً للعيش الكريم، يُنهي سنوات التهميش ويمنح الساكنة شعوراً بالانتماء والكرامة”.

Source العربية.ما
Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.