بالله عليكم، هل هذا هو المنتخب الوطني المغربي الذي نُعوّل عليه للفوز بكأس إفريقيا، وتمثيلنا بشكل مشرّف في كأس العالم؟ هل هذا هو الفريق الذي سيُحمّر وجه البلاد ويرفع رايتها بين الأمم؟ لقد سئمنا فعلاً من الضحك على الذقون، ومن الخطابات المزيّفة التي تسوّق للوهم أكثر مما تصحّح الواقع الرياضي في البلاد.
مباراة تونس الأخيرة، بكل صراحة، لم تكن سوى صفعة مدوّية، أكدت أننا ما زلنا بعيدين عن المستوى الذي نحلم به. منتخب مصنّف عالمياً في مراتب متأخرة، بدون نجوم بارزين، استطاع أن يربك صفوفنا ويكشف هشاشتنا. فأين هو ذاك الفريق الذي صفقنا له في مونديال قطر؟! أين هو ذاك الأداء البطولي الذي جعل العالم يُصفّق للأسود؟!
الجواب واضح: الفرجة مشات مع قطر.
ما تبقّى لنا اليوم ليس سوى أطلال ذكريات جميلة، أما الحاضر، فمليء بالارتباك وغياب الهوية التكتيكية، لا انسجام، ولا حلول، ولا حتى روح قتالية.
وليد الركراكي، شكرا ولكن…
لا أحد يُنكر فضل وليد الركراكي فيما تحقق في مونديال قطر، لكن كرة القدم لا تعترف بالماضي، بل تتطلب تجديداً مستمراً في الفكر والنهج والأسلوب. واليوم، بات واضحاً أن وليد مابقى مايعطي، واختياراته صارت عبئاً على الفريق بدل أن تكون نقطة قوّة. اللعب بات عشوائيا، والتغييرات غالبا غير موفّقة، بل ومتأخرة في كثير من الأحيان.
زياش وبوفال… الغياب الصادم
كل من تابع المباريات الأخيرة، يدرك جيدا حجم الفراغ الذي تركه غياب كل من حكيم زياش وسفيان بوفال. الفريق يفتقر للمسة الفنية، للمهارة الفردية، وللتوهج الهجومي. بلاصتهم واضحة للعيان، والكل يُجمع على أن المنتخب يحتاج لدماء جديدة، ولكن أيضاً لعودة من يملكون القدرة على صناعة الفرق.
المنتخب الوطني ماشي “فراجة”
المباريات أصبحت بالنسبة للجماهير مجرد لحظة ترفيه، أو وسيلة لتفريغ الغضب والسخرية. وهذا أمر خطير. حب المنتخب الوطني ليس مهرجاناً، بل مسؤولية وطنية تستدعي محاسبة، تقييم، وتغيير عميق.
الحلول الممكنة
1. إعطاء الفرصة لوجوه جديدة تحمل روح القتال والطموح، وليس فقط الأسماء الكبيرة.
2. تغيير الجهاز الفني نحو رؤية حديثة وقيادة قادرة على التعامل مع المرحلة.
3. التوقف عن التلميع الإعلامي الفارغ، والنزول إلى أرض الواقع بتجرّد.
في الختام…
“سير احمادي، الفرجة مشات مع قطر”، عبارة تتردد بين الجماهير بمرارة. لقد بتنا ننتظر فقط النتيجة: فوز بهدفين أو ثلاثة، أما الأداء الجميل، فقد غادر منذ زمن. اليوم، نريد منتخباً يُحبنا كما نحبه، يُقاتل من أجلنا، لا يخذلنا.
أما الخطابات المنمّقة والوعود المكرّرة، فباراكا علينا منها.