تاريخ يكتب.. الأسود يزأرون من جديد

5 سبتمبر 2025
الأسود
العربية.ما- محمد شيوي

ها هو التاريخ يكتب فصلا جديدا من فصول المجد الكروي المغربي.. الأسود يتأهلون إلى كأس العالم 2026 بعد فوز ساحق على منتخب النيجر، فوز لم يكن مجرد مباراة كرة قدم، بل كان درسا في العزيمة والإصرار، ورسالة قوية للعالم بأن المغرب لم يعد مجرد ضيف في المحافل الكروية، بل رقما صعبا وحلما يراود خصومه قبل عشاقه.

الملعب الذي احتضن هذه الملحمة بدا في أبهى حلة، لوحة فنية رسمتها أيادي مغربية آمنت بأن البنية التحتية ليست مجرد حجر وإسمنت، بل رمز لكرامة وطن وشموخ أمة. كان المشهد يختزل روح المغرب المتجددة، من المدرجات المليئة بالحماس إلى العشب الأخضر الذي شهد خطوات اللاعبين وهم يكتبون التاريخ بعرقهم.

ولأن الكرة مرآة الشعوب، فقد جاء هذا التأهل كصفعة حضارية لأولئك الذين استصغروا ملاعبنا واستهانوا بقدراتنا، خاصة بعض الأصوات في الحارة الشرقية التي لطالما نظرت بتعالي إلى البنية التحتية المغربية. اليوم المغرب لا يرد بالكلام، بل بالأفعال، بالملاعب التي تضاهي كبريات الملاعب العالمية، وبالمنتخب الذي يمشي بخطى ثابتة نحو العالمية.

لكن الأهم من كل هذا، أن الرجل المغربي أثبت مجددا أنه العمود الفقري لهذا النجاح: من العامل الذي شيد الملعب بعرق جبينه، إلى اللاعب الذي جرى في المستطيل الأخضر دفاعا عن راية الوطن، إلى الجمهور الذي لم يتوقف عن التشجيع بقلوب تخفق حبا لمغربهم. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون، وهؤلاء هم الذين يستحقون أن ينحني لهم التاريخ إجلالا.

إنها ليست مجرد كرة، إنها حكاية وطن يصر على أن يحجز مكانه في الصفوف الأمامية، وطن لا يرضى بأن يكون على الهامش. الأسود زأروا.. والمغرب اليوم كتب صفحة جديدة من المجد، صفحة ستظل خالدة في الذاكرة، ومشرقة في قلوب كل المغاربة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.