يخوض رجال الدرك الملكي في قلب صحراء بوجدور الشاسعة، حيث تلتقي الرمال بأمواج الأطلسي، ملحمة يومية في مواجهة تحديات أمنية متصاعدة، وعلى رأسها الهجرة السرية وتهريب البشر.
تحت إشراف مباشر من القيادة المحلية، تشن سرية الدرك الملكي ببوجدور حملات أمنية متواصلة، تمتد عبر رقعة جغرافية شاسعة تشمل مناطق نائية ومعروفة بنشاط المهربين، مثل افتيسات، الكاب 5 و7، منطقة لبير ولكراع. وتندرج هذه العمليات ضمن استراتيجية أمنية محكمة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والتصدي للتهديدات العابرة للحدود في هذا الإقليم المترامي الأطراف.
التنسيق الميداني مع باقي القوات، إلى جانب التمشيط الليلي والنهاري للشريط الساحلي، أسفر عن نتائج ملموسة في كبح أنشطة الجريمة العابرة للحدود، وسط مطالب بتعزيز الموارد البشرية واللوجستية لمواكبة التحديات.
لا تتوقف مهام الدرك الملكي عند التصدي للجريمة، بل تمتد إلى بلورة خطط أمنية استباقية تعزز من استقرار المنطقة. هم صمّام الأمان في إقليم يعاني من تحديات معقدة، ويشكلون خط الدفاع الأول في وجه أي تهديد محتمل. تضحياتهم اليومية هي السياج الحقيقي الذي يحفظ السكينة العامة.
إن ما يجري في مدينة التحدي ليس مجرد نشاط أمني روتيني، بل عمل دؤوب لرجال نذروا أنفسهم لحماية أرض ممتدة، وحدود مفتوحة، وساحل واسع تحاول بعض الشبكات الإجرامية تحويله إلى منفذ للفوضى. في مقابل ذلك، يقف رجال الدرك كالسد المنيع، يكتبون بفعلهم دروسًا في الشجاعة والانضباط والولاء.