دبلوماسي سابق: الجزائر دعمت نظام الأسد بطائرات حربية وعسكريين بين 2013 و2015

2 مارس 2025
الجزائر دعمت نظام الأسد
العربية.ما - الرباط

كشفت جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، التي يرأسها فهد المصري، عن تورط الجزائر في دعم نظام بشار الأسد خلال الثورة السورية، من خلال إرسال طائرات وطيارين وعسكريين للمشاركة في العمليات العسكرية ضد الشعب السوري. وأكدت الجبهة، في بيان لها اليوم السبت، أن الدبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت قدّم شهادة مصوّرة تكشف هذه المعطيات، مما يسلط الضوء على دور الجزائر في الصراع السوري.

أوضح محمد العربي زيتوت، الذي شغل منصب نائب السفير الجزائري في ليبيا عام 1995، في شهادته المصورة بتاريخ 12 فبراير 2025، أن النظام الجزائري أرسل ما بين عامي 2013 و2015 ضباطًا وطيارين عسكريين وطائرات حربية لدعم نظام الأسد، في وقت كان فيه النظام السوري مهددًا بالسقوط.

وقال زيتوت في شهادته: “ما بين 2013 و2015، أرسلت العصابة في الجزائر ضباطًا وطيارين وطائرات حربية شاركت في قصف الثورة السورية. تحدثت عن هذا الأمر في وقته، وكانت لدينا دلائل وشهادات تثبت ذلك، فلماذا يُنكر هذا الآن؟”

وأضاف أن النظام السوري في تلك الفترة كان على حافة الانهيار، حيث شهد انشقاقات واسعة في صفوف ضباطه وجنوده، خاصة من الطائفة السنية، الذين انضموا إلى الفصائل المسلحة المعارضة. كما أشار إلى أن تدخل حزب الله والإيرانيين لم يكن كافيًا لإنقاذ النظام، مما دفع روسيا للتدخل لاحقًا.

أكد زيتوت أن الدعم الجزائري للنظام السوري لم يتوقف حتى بعد 2015، لكنه تغيّر من الدعم العسكري المباشر إلى أشكال أخرى، مثل المساعدات المالية والتقنية والدبلوماسية. وأضاف: “العصابة في الجزائر واصلت دعم نظام الأسد إعلاميًا ودبلوماسيًا وحتى ماليًا حتى سقوطه. ممثل الجزائر في مجلس الأمن استمر في تبرير جرائم النظام السوري، واصفًا المعارضة بالإرهابيين حتى اللحظات الأخيرة.”

تضيف شهادة زيتوت بُعدًا جديدًا في فهم الدور الجزائري في الأزمة السورية، خاصة وأنها تأتي من شخصية دبلوماسية لها اطلاع على السياسة الخارجية للجزائر. ويثير هذا الكشف تساؤلات حول مدى تورط النظام الجزائري في النزاعات الإقليمية، ومدى تأثيره على موقف الجزائر من الأزمة السورية حتى اليوم.

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الجزائرية حول هذه الاتهامات، إلا أن الكشف عن هذا الدعم العسكري قد يؤدي إلى جدل سياسي وإعلامي داخل الجزائر، خاصة في ظل التوترات السياسية الداخلية والتغييرات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.

تبقى هذه المعلومات، رغم خطورتها، في حاجة إلى تحقيق أوسع للتأكد من كافة أبعادها، لكن ما هو مؤكد أن دعم الجزائر لنظام الأسد كان ملموسًا على أكثر من صعيد، سواء في السر أو العلن.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.