حول الحادث المأساوي لوفاة الشاب (ع.ك) وظاهرة أطفال الشوارع
على إثر الحادث الأليم الذي هز مدينة العرائش، والمتمثل في العثور على الشاب (ز.ك)، البالغ من العمر 27 سنة، معلق بأحد نوافد منزل بحي الوفاء، فإن المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش تعبر عن صدمتها وحزنها العميق لهذا المصاب الجلل، وتتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد.
إن هذه الواقعة الأليمة ليست حادثًا فرديًا معزولًا، بل تعكس أزمة اجتماعية خانقة تعاني منها فئات واسعة من الشباب، خاصة أولئك الذين وجدوا أنفسهم في براثن الفقر، الإدمان، والتشرد، دون أي دعم أو حماية من الجهات المعنية. وفي هذا السياق، نود أن نلفت الانتباه إلى ظاهرة أطفال الشوارع، التي باتت وصمة عار على جبين المجتمع، حيث يواجه هؤلاء الأطفال مصيرًا مأساويًا نتيجة الإهمال، الفقر، والعنف، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والانحراف.
وبناءً عليه، فإن المنظمة تعلن ما يلي:
1. تحميل المسؤولية للجهات المختصة عن تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، والتي تدفع العديد من الشباب، بمن فيهم الأطفال القاصرون، إلى حياة التشرد والإدمان، مما يعرض حياتهم ومستقبلهم للخطر.
2. المطالبة باتخاذ تدابير عاجلة لحماية الفئات الهشة، عبر توفير مراكز إيواء وتأهيل مناسبة لأطفال الشوارع، مع إدماجهم في منظومة التعليم والتكوين المهني، لضمان مستقبل أفضل لهم.
3. فتح تحقيق شامل في ملابسات حادثة وفاة الشاب (ز.ك) للكشف عن أي تقصير محتمل، مع ضرورة إحداث آليات لحماية الأشخاص الذين يعانون من أوضاع اجتماعية هشة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
4. التأكيد على ضرورة إشراك المجتمع المدني في بلورة سياسات اجتماعية ناجعة تستهدف الأطفال والشباب المعرضين للخطر، مع تخصيص ميزانيات كافية لدعم مشاريع الإدماج الاجتماعي.
5. إطلاق حملة توعوية وتحسيسية خلال الأسابيع المقبلة، بشراكة مع مختلف الفاعلين المحليين، من أجل تسليط الضوء على معاناة أطفال الشوارع، وتحفيز المجتمع والجهات المسؤولة على إيجاد حلول مستدامة لهذه الظاهرة.
إن المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش، إذ تعبر عن قلقها العميق إزاء هذا الوضع، فإنها تؤكد التزامها التام بالدفاع عن حقوق الفئات المستضعفة، وخاصة الأطفال الذين يعانون من التشرد والحرمان. كما تدعو كافة الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظواهر الاجتماعية الخطيرة، التي تهدد الاستقرار المجتمعي ومستقبل الأجيال القادمة.
حرر بالعرائش في 12 فبراير 2025
إمضاء
أنوار العسري رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش