صرخات المواطن المغربي: بين آلام الواقع وآمال العدالة الاجتماعية

18 سبتمبر 2024
صرخات المواطن المغربي: بين آلام الواقع وآمال العدالة الاجتماعية
العربية.ما / العربي نواس
أرقص ولا تبالي “على إيقاعات المواطن” أيها السياسي وانعم بلحظات قطعا منتهية..

ألا يخجلكم واقع المواطن المغربي الجريح الذي يئن إثر كل رمشة عين ودقة قلب بل مع كل نفس يتنفسه إن تركتم له ما يتنفسه.. الغلاء في كل شئ الزيادات في الأسعار أصبحت شيئاً عاديا ومتوقعة في كل لحظة.. قوى المواطن أنهكت بل زادت قهرا على قهر.. حين يموت الضمير فذاك هو العبث وما أكثركم أيها العابثون.. ارحموا الشعب من هذا الحيف،
صدمت كثيرا حين قرأت مجموعة من التدوينات على وسائل التواصل الإجتماعي تتحدث عن دعوة لهروب جماعي من المغرب.. فإن كان الخبر صحيحا فهذه سابقة تاريخية وكارثة وطنية وإن كنت من أكبر المعارضين لهذه الفكرة ولا أنصح الشباب بنهجها.. نعم أقدر إحساس المواطن وألمه الذي لم يعد يشعر باحتواء الوطن له ولم يعد ينعم بدفئه.. كل شئ أصبح مرا وسودوي والكل يأمل في حياة كريمة من طنجة الحبيبة إلى الگويرة الغالية.. نأمل في عدالة إجتماعية ولا حق لأحد بأن يشكك في وطنية أي مواطن مغربي مهما كانت ظروفه ومستواه الفكري والاجتماعي..
هل طرحتم السؤال هنيهة للتساؤل عن ماهية الدوافع التي جعلت المواطن المغربي يفكر في الهروب لركوب قوارب الموت ومغامراته الخطيرة مع ظلمات المحيط الأطلسي وأمواج البحر الأبيض المتوسط؟ رحلة غير مؤمنة وهو يعلم أنها كذلك ولكنه يبادر بكل شجاعة وقوة منه غير آهب بالمصير ولا مبال بقدره المحتوم الذي ينتظره.. نصف الاحتمال نجاة والنصف الآخر مأساة وجحيم.. نحن لسنا بحاجة إلى تعديل في مدونة الأسرة لأنها ليست حلا كليا ولا الاجتهاد لإضافة قوانين جنائية.. فالحل الوحيد وليس مستحيلا هو عدالة اجتماعية:
الحق في جودة التعليم.. الحق في الصحة.. الحق في الشغل.. الحق في السكن.. الحق في الاستفادة من ثروات البلاد وخيراتها بعقلانية.. ولتحقيق كل هذا نحتاج فقط لإرادة سياسية قوية من المسؤولين عن تسيير وتدبير شؤون البلاد نحتاج لعقليات تحمل هم هذا الوطن والشعب وتمْتَثِلُ للقرارات والتعليمات السامية لملك البلاد حفظه الله.. عقليات تدبر أمور الشعب بحكمة وحنكة لا بالقهر والعشوائية.
راجعوا أنفسكم فالوطن مازال يحتاج لنا ونحن نحتاج إليه.
نعم من أجل عيش كريم في وطن عادل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.