بإشراف الدكتور محمد هموش.. مختبر الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث يستبق التحول البريطاني بشأن الصحراء ويؤسس لرؤية استراتيجية في خدمة القضايا الوطنية
سبق وأن نظّم مختبر الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث بكلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة يوم 14 دجنبر 2024 ندوة دولية نوعية حول موضوع: “العلاقات المغربية البريطانية: شراكة استراتيجية في عالم متغير“، شكلت لحظة فكرية وأكاديمية بارزة في سياق مواكبة التحولات الجيوسياسية الدولية، واستشراف مستقبل الشراكة بين المملكتين المغربية والبريطانية.
وقد تميزت هذه الندوة، التي كانت تحت اشراف الدكتور محمد هموش والتي شارك فيها نخبة من. الأكاديميين والباحثين، باستحضار المعطيات التاريخية والدبلوماسية والاقتصادية التي طبعت العلاقات الثنائية، وتقديم مقاربات تحليلية رصينة حول سبل تعزيز التعاون بين الرباط ولندن في ظل عالم يعرف تحولات متسارعة. ومن بين المحاور البارزة التي تمت معالجتها:
- التعاون في مجال التعليم والتكوين
- البعثات الدبلوماسية بين البلدين عبر التاريخ
- دور الجالية والتجار المغاربة في ربط علاقات اقتصادية بين فاس ومانشستر
- الأدوار الجديدة للأكاديميين في دعم الدبلوماسية الرسمية
استشراف سابق لتحول تاريخي
اللافت أن هذه الندوة، التي جرت قبل أشهر من إعلان بريطاني هام، قد استشرفت بدقة المسار التصاعدي للعلاقات المغربية البريطانية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، حيث تم التأكيد خلالها على أهمية اعتماد مقاربات براغماتية وواقعية من قبل الشركاء الدوليين تجاه هذا النزاع.
وهو ما تحقق بشكل واضح يوم الأحد فاتح يونيو 2025، حين أعلنت المملكة المتحدة، عبر وزير خارجيتها ديفيد لامي، من الرباط، دعمها الرسمي لمبادرة الحكم الذاتي، معتبرة إياها “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية” لحل النزاع حول الصحراء. وجاء هذا الموقف في بيان مشترك وقعه الوزير البريطاني مع وزير الشؤون الخارجية المغربي السيد ناصر بوريطة، الذي اعتبره تحولًا تاريخيًا لموقف عضو دائم في مجلس الأمن، وصوت دولي مؤثر.
مخرجات الندوة.. من التحليل إلى التأثير
لقد جسدت الندوة دور البحث الأكاديمي في استباق التحولات الكبرى وتهيئة الأرضية المعرفية لها، كما أكدت على أهمية تثمين المبادرات الملكية، وعلى رأسها مبادرة الحكم الذاتي، كمرجعية واقعية للحل. وبذلك تكون الندوة قد ساهمت، من موقعها العلمي، في الدفع نحو مسار أكثر وضوحًا في العلاقات الثنائية، يقوم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والدفاع عن الوحدة الترابية.
بين رؤية ملكية واستثمار أكاديمي
في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي تدعو إلى الانفتاح على شركاء استراتيجيين في عالم متعدد الأقطاب، أكدت الندوة أن التحليل الأكاديمي ليس ترفًا نظريًا، بل أداة فعالة لاستشراف المستقبل وصياغة مواقف داعمة للخطاب الدبلوماسي الوطني.
وبهذا المعنى، كانت ندوة الدكتوراه سبقا أكاديميا حقيقيا، وواحدة من المساهمات النوعية في بلورة وعي جماعي بأهمية التحالف المغربي البريطاني، وفتح آفاق جديدة لتعاون يخدم القضايا الوطنية وفي طليعتها قضية الصحراء المغربية.
وفي موضوع ذي صلة، سبق للمختبر الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث بكلية اللغات والآداب والفنون بالقنيطرة أن احتضن، بتاريخ 21 دجنبر 2024، مناقشة أول أطروحة دكتوراه ضمن هذا التكوين، أعدها الطالب أمين صوصي علوي، بعنوان: “صناعة الرأي العام في عصر القوة الذكية: تطوير التأثير الاستراتيجي للمغرب”. وهي أطروحة علمية وازنة، تناولت بعمق أدوات واستراتيجيات التأثير الإعلامي، ودورها في تعزيز مكانة المغرب إقليميا ودوليا.
لقد منحت لجنة المناقشة الباحث ميزة “مشرف جدًا” مع التوصية بطبع العمل، تقديرًا لراهنية الموضوع ودقة المعالجة العلمية، مما يعكس الطابع الجاد والعملي الذي يتبناه هذا التكوين، في جعل الإعلام قوة ناعمة تخدم الدبلوماسية الوطنية وتعزز صورة المغرب في العالم.
