في وقت تزداد فيه حوادث عضّات الكلاب الضالة، وتكثر الشكايات من المواطنين حول انتشارها المهول في أحياء مدينة أزمور، يصدم المواطنون بغياب مصل داء السعار (الراقي) بالمراكز الصحية التابعة للجماعة الترابية. وضعٌ لا يمكن وصفه إلا بالخطير، لما يحمله من تهديد مباشر لصحة وسلامة السكان، وخاصة الأطفال.
داء السعار ليس مرضًا عادياً؛ بل قاتلٌ صامت لا يرحم. ومع كل حالة عضّ تتأخر عن العلاج الفوري، يتزايد خطر الوفاة بنسبة مهولة. في ظل هذا الواقع المؤلم، تغيب الاستجابة السريعة والفعّالة من طرف الجهات المسؤولة، سواء على المستوى الجماعي أو الإقليمي، وكأن الأمر لا يعنيهم!
ألا يستحق سكان أزمور، كما غيرهم، الحق في العلاج والوقاية؟ أليس من واجب الجماعة توفير شروط السلامة الصحية الأساسية؟ إن غياب المصل يُعدّ تقصيراً بيّناً، لا يمكن تبريره بنفاد المخزون أو انتظار التعليمات من مستويات عليا. الصحة لا تنتظر، والحياة لا تُعوّض!
إننا، ومن منبرنا هذا، نوجه نداءً عاجلاً إلى الجهات المسؤولة: عامل الإقليم، المندوبية الإقليمية للصحة، والمجلس الجماعي، من أجل اتخاذ تدابير عاجلة وفورية لتوفير المصل بجميع المراكز الصحية، وتكثيف حملات محاربة الكلاب الضالة، بدل الاكتفاء بالوعود وتبادل المسؤوليات.
كما ندعو فعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى رفع الصوت عالياً، لأن حياة الناس ليست سلعة تفاوض، ولا مجالاً للتقاعس الإداري.
إن مسؤولية الوقاية من هذا الخطر الداهم، وتوفير العلاج المناسب، تقع على عاتق الجميع، فهل من مجيب؟
